الأذانُ ليسَ مجرَّدَ إعلامٍ بدخولِ وقتِ الصلاةِ ودعوةٍ لأدائِها، بل هوَ نِداءٌ كريمٌ يُوقِظُ الإنسانَ في زِحامِ الحياةِ، يُذكِّرُهُ إن نسيَ بأنَّ غايةَ وجودِهِ الأُولى هي ذكرُ اللهِ وعبادتُه.
وهذا الموقعُ يقصدُ إلى تعظيمِ شعيرةِ الأذانِ في قلوبِ المسلمين، وإشاعةِ تدبُّرِ كلماتِه والتفقُّهِ في معانِيه، وإتاحةِ سماع الأذانِ بأصواتِ مؤذِّنين من مختلِف بلدانِ العالم، وغيرِ ذلكَ من الخِدماتِ المتعلِّقة بهذه الشعيرةِ الجليلة.
مقطع النداء العظيم
أخذ الجو يرتج بنداء التوحيد ، وصوت الأذان للصلوات يشق أجواء الفضاء خلال الصحراء ، ويدوي في الآفاق ، ويهز أرجاء الوجود ، ويعلن كل يوم خمس مرات بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وينفي كل كبرياء في الكون وكل دين في الوجود ، إلا كبرياء الله ، والدين الذي جاء به عبده محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومن ثم كان أذان الصلاة ( الله أكبر .. الله أكبر) شعاراً لأول دولة إسلامية.
يُرفع الأذان بدخول وقت كُلّ صلاةٍ من الصلوات الخمس، فلا يجوز
رفعه قبل دخول الوقت، ويسنّ للمؤذّن أن يؤذّن للفجر قبل وقت الأذان بمدّةٍ تتيح
للصائم أن يتسحّر، وللنائم أن يستيقظ، وللمتهجّد أن يوتر، ثمّ يؤذّن لدخول وقت صلاة
الفجر عند طلوع الفجر الصادق