فهــذا كتــابٌ يحدِّ ثــك عــن الأذان؛ النــداء العظيــم لأعظــم عبــادة بعــد شــهادة التوحيــد، والشــعيرة الجليلــة مــن شــعائر الإسلام والصــوت الخالــد الذي يتــردَّد فــي جنبــات الأرض بشــهادة الحــق والصــدق لله ربِّ العالميــن ونبيــه محمــد بــن عبــد الله صلــى الله عليــه وســلم، والبيــان القاطــع لســبيل فلاح الخلــق وطريــق هداهــم
الأذان في اللغة العربية هو: الاعلام ومنه قول الله تعالى : ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾
أما في الشرع فهو: التعبد لله بذكر مخصوص بعد دخول وقت الصلاة للإعلام بها. فالأذان هو الوسيلة التي يعرف بها المسلمون دخول وقت الصلاة المفروضة والتي يؤدونها خمس مرات في اليوم والليلة.
والمؤذِّن : هو الشخص الذي يقوم بالأذان ودعوة الناس لحضور الصلاة في المسجد، وتكون كلمات الأذان من ألفاظ معدودة تحمل معاني عظيمة لها أثر كبير في نفوس سامعيها، فتعال نتعرف على كلمات الأذان ومعانيها..
يحث الإسام أتباعه على عمارة الأرض والسعي في كسب المعيشة، حتى لا يكون المسلم عالة على غيره، وربَّما ينشغل المسلم بأعماله الدنيوية أحيانًا ولا يشعر بدخول وقت الصاة، فيأتي هذا النداء العظيم الذي ينبه الغافلين ويذكِّر الناسين ويحثُّهم على السعي إلى الفاح وترك ما يصرف عنه بُرهةً من الزمن يستعيدون فيها صفاء الذهن لمناجاة الله وتجديد الصلة به ويعيشون الرُّوحانية العظيمة، ويحصل تناغم بين الروح والجسد، فا فا يُعتنى بجانب دون آخر. أضف إلى ذلك ما في الأذان من إظهار شعائر الإسام والتذكير الدائم بوحدانية الله، فهو دعوة إلى الله الواحد الأحد، وكم من شخص كان سبب إسامه سماع الأذان فحسب. كما أن في الأذان إرشادًا إلى مكان الصاة لحضور الجماعة التي فيها خير كثير.
مما يُعَظِّم مكانة الأذان عِظَم ما يدعو إليه، وهي الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام، وبأدائها يُعرفُ المسلمُ من غيره، وهي للدين كالعمود الذي يحمل سقف البناء ويحفظه من السقوط. وفيها يجد المسلم راحته التامة من هموم يومه ومشاقه، ويبث فيها نجواه لربه. فا يحصل له الاطمئنان الكامل ولا الإشباع النفسي التام إلا بأدائها بخشوع وطمأنينة، وهو أمرٌ مُجرَّب ومعروف عند عموم المسلمين، ولذلك كان النبي يقول لمؤذِّنه بلال: «يا بلال، أقم الصلاة أرِحْنا بها » )سنن أبي داود 4985 (. فالمؤمن يرتاح بفعل الصلاة لا بتركها.
للأذان منزلـة عظيمـة فـي الإسلام فهـو مـن شـعائر الإسلام الظاهــرة، حتــى إن ســماع الأذان كان العلامة علـى إسلام القـرى لمـن يقـدم إليهـا من الغربـاء. والأذان واجــب علــى الكفايــة، وبمــا أن المقصــود مــن الأذان إعلام النـاس بوقـت دخـول الصلاة لـم يكـن واجبـا أن يؤذن كل واحــد مــن المســلمين، وإنمــا يــؤذن مــن تقــوم بهـم الكفايـة.