لا يتعارض الأذان وما يدعو إليه من الصلاة مع فطرة الناس وحاجاتهم الدنيوية، فإنما هو وقت قصير للتقرب فيه إلى الله تعالى وتجديد الطاقة الروحية التي تدعو إلى الفضائل وتنهى عن الرذائل، وفي بقية اليوم متسع لممارسة كافة الأعمال الدنيوية المباحة.
فليس في الإسلام تناقض بين الحاجات الروحية والحاجات الجسدية كما قد يتخيل بعض الناس ممن لم يجرب القدوم إلى تلبية النداء والمجيء إلى المسجد، بل هناك تكامل رائع مدهش، وإذا توازن الإنسان في حاجاته الروحية والجسدية لم تصبه الهموم وقويت نفسه على زيادة الإنتاج في الدنيا ونال الأجر العظيم في الآخرة،
كما قال الله تعالى: يا أيها المؤمنون، إذا نادى المؤذن للصلاة من يوم الجمعة بعد صعود الخطيب على المنبر، فاسعوا إلى المساجد لحضور الخطبة والصلاة، واتركوا البيع وجميع ما يشغلكم عن الصلاة، ذلك المأمور به من السعي وترك البيع بعد الأذان لصلاة الجمعة خير لكم -أيها المؤمنون-؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك..
فإذا أنهيتم صلاة الجمعة فانتشروا في الأرض بحثًا عن الكسب الحلال، وعن قضاء حاجاتكم، واطلبوا من فضل الله عن طريق الكسب الحلال والربح الحلال، واذكروا الله ذكرا كثيرا في جميع أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة (سورة الجمعة الآية 9-10).