كان مجموعة من الشباب المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا صوت المؤذن صرخوا يحاكونه سخريةً واستهزاءً، فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: «أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟».
فأشار القوم كلهم إلى شاب يدعى أبا محذورة، فأطلقهم، وأبقى أبا محذورة عنده، وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينمي موهبة أبي محذورة في حسن الصوت والقدرة على تقليده ويصرفها إلى شيء نافع له وللناس بدلًا من السلبية التي كان فيها، فقال له: «قم فأذِّن»، ثم علَّمه الرسول عليه السلام طريقة الأذان، وقال له: «بارك الله فيك»، فهداه الله تعالى إلى الإسلام، وصار مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وهكذا ابتدأ كافرًا مستهزئًا بالأذان ساخرًا منه، وانتهى مؤمنًا صادقًا مؤذِّنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبًّا له (مسند أحمد 15380).