كان للأذان هذه المكانة العظيمة لعظم ما يدعو إليه، وهي الصلاة، التي هي ثاني أركان الإسلام، وبأدائها يُعرفُ المسلمُ من غيره، وهي للدين كالعمود الذي يحمل سقف البناء ويحفظه من السقوط. وفيها يجد المسلم راحته التامة من هموم يومه ومشاقه، ويبث فيها نجواه لربه.  

 فلا يحصل له الاطمئنان الكامل ولا الإشباع النفسي التام إلا بأدائها بخشوع وطمأنينة، وهو أمرٌ مُجرَّب ومعروف عند عموم المسلمين، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمؤذنه بلال:

«يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها» (أبو داود 4985). 

فالمؤمن يرتاح بفعل الصلاة لا بتركها. ولا أدل على هذه الراحة من التزام المسلمين بهذه العبادة وفق ما علمهم نبيهم من طريقة أدائها بعددها في اليوم والليلة على مدى أكثر من ١٤٠٠ سنة.