عندما يسير الإنسان في أي مدينة من مدن بلاد المسلمين فإن مما تلحظه عيناه أبنية المساجد بمنائرها الطويلة وذاك النداء الذي يصدر منها وسط صخب الحياة وانشغال الناس فيها، وكأنما هذا النداء هو الضابط لتسارع عجلة الحياة والميزان الذي تتزن به حياة البشر. وفي هذا يقول (جيرار دي نرفال) في كتابه (سياحة بالمشرق): «إنني لأول مرة سمعت فيها صوت المؤذن الرخيم الناصع خامرني شعور من الشجو لا يوصف. وسألت الترجمان: ماذا يقول هذا الهاتف؟ فقال: إنه ينادي أن لا إله إلا الله. قلت: فماذا يقول بعد هذا؟ فقال: إنه يدعو النيام قائلًا: يا من ينام توكل على الحي الذي لا ينام». فما هو هذا النداء وما حكايته؟